بحث هذه المدونة الإلكترونية

20 ديسمبر 2010

مقدمـــــــــــة روايتي ( اوراق من زمن الحب )



مقدمة  
ليلة ماطرةٌ أخرى .في غرفتي ,أرقب هطول المطر وعيناي تحاولان عبثا اختراق حاجب الظلمة لترى شيئا , اي شيء ,فلا يكتب لهما الا أن تشاهدا ومضات خاطفة من شجرة الصبار العجوز كلماء اضاء البرق بين اللحظة والأخرى وكأن الأخير زائر ٌ ليلي خائف من ملكوت الظلمة.لا أنكر أنني قد أحببت هذا المنزل الذي استأجرته حال قدومي "برفقتها" الى صلالة في هذا الموسم الخريفي الحالم.لطالما فررت من خشخشة الأوراق "لكنها" دفعتني أخيرا الى أن أعلم اذناي الاستماع الى تلك السيمفونية فكأن الأمر قد اضحى "باختياري رغما عن أنفي".كثيرٌ من السنوات قد مرت قبل أن تأتيني الشجاعة الكافية على كتابة هذه القصة.قصتي التي عشت تفاصيلها بحلوها ومرها طوال ثلاثين سنة من عمر الزمن.قصتي مع مخلوق يدعى "الحب".أبصر البرق يومض مرة أخرى ليتيح لي وبسخرية أن ارى بعضا من اغصان شجرة الصبار اياها.كأنني المح حشرة ما بللتها قطرات المطر تجاهد للصعود الى قمة الشجرة.تمضي الى المجهول المظلم البارد.الحب؟ ما الحب ؟ماتعريفه؟من اين ولد؟ مم خلق؟ والى أين يمضي؟نحن بشرٌ من تراب, جاء هذا القادم الغريب منذ الأزل ليستعمر قلوبنا ويستبيح شرايينها فأصبح تلك القوة الغاشمة التي لا تحتاج الى اسلحة دمار شامل ولا سيوف ولا خناجر ولا حتى مفاوضات تحت الطاولة ليثور ويجور فينا.جاء من العدم كالطيف الغامض أو كالقصيدة التي تسحرنا كلماتها وحروفها حتى وان كنا لا نفقه في الشعر شيئا.جاء الحب ضيفا غريبا مشردا يطلب قلوبا تأويه بلا أيجار ولا مقدم أتعاب لكنه سرعان ما أصبح ذلك الوطن الذي نخدم فيه شئنا أم أبينا.نتعلم فيه, نقاسي,نضحي,نخسر ونربح,نهزم وننتصر...حتى الرمق الأخير.سطع البرق مرة أخرى فأحسست برهبة ما.تلك الرهبة التي نحس بها عندما نحدق في عالم مصغر من الموجودات لبضعة أجزاء من الثانية فتندقع عقولنا لا شعوريا الى محاولة تذكر ما رأينا خلال تلك الأجزاء من الثانية.ألمس بيدي زجاج النافذة الباردة وقطرات المطر تنساب خارجا بصمت كأنها تخاطبني أو كأنني أنا من يتخيل انها تخاطبه.طوال تلك السنين الثلاثين التي مرت ودفنت لتبقى ذكرى, بدأت أفهم أنه لاينبغي علينا نحن البشر أن نعطي الحب أكثر مما يستحق والا اذاقنا من أمره الشيء العظيم.كالخمر حينما نتلذذ بارتشاف قطرات منه وحالما ندمنه يرمي بعقولنا الى سلة المهملات وبأبشع وسيلة ممكنة.ثمة أنواع من الحب ولدت لتكافح , لتتعذب وثمة أنواع أخرى ولدت لترى نور الشمس وترتع في بساتين الحياة والأهم من هذا وذاك أن العبرة في نهاية الحكاية.فقد يجهض الحب فينا وهو جنين وقد تسحقه الشيخوخة وهو يصارع للبقاء.لا أدري هل أنا أقف في صف الحب أم ضده؟أم أنه هو من يحركني تجاهه أو بعيدا عنه كقطعة الشطرنج.وبعد أن اندملت جراح كثيرة وتبقت أخرى كثيرة وبعد أن اصبحت الأماني تقترب من سن الكهولة,مثلي,ها أنا ذا أحكي عن ما حدث يوما, شهرا, سنينا باسم الحب.باسم العدو الذي أعشقه حد الثمالة, باسم " الخلاص" الذي نبحث عنه جميعا فيمن نحب وفيما نحب سواء كنا شبانا ,اباءا, أمهات أو ابناء أو قفزنا ماوراء الخطوط الحمراء التي يسنها المجتمع وتقيدها العادات.قد تبدو بعض أحداث قصتي واقعية عاشها أو يعيشها أو سيعيشها الكثير منكم بينما يبدو البعض الأخر أحداثا ضبابية ترفض أن تطرق أبواب الحقيقة . واذا كنتم ستقرأون هذه الرواية وأنتم تمسكون بالة حاسبة لتجروا عمليات حسابية حول عدد من التواريخ والشخصيات التي ستقرأون عنها فثقوا تماما أنكم ستضيعون مابين عقارب الساعة,تماما كما ضعت أنا لحظة أمساكي بهذه الأوراق.وبلا ثرثرة زائدة...ألملم كومة من الأوراق ناولتني اياها " هي" مع ابتسامة حانية.أجلس خلف طاولتي الصغيرة ممسكا بقلمي المفضل.اضع عنوانا للقصة كنت قد ادخرته زمنا طويلا."أوراق من زمن الحب", كتبتها بخط عريض على أول ورقة...ثم توالت الأوراق تباعا... والمطر يسترق النظر من وراء النافذة الباردة.


                                                                                "صاحب الأوراق"


  "مدخل"  ,,,,,,,,, 
عندما يصبح الحب " الغاية والوسيلة ", عندما يتجرد ذلك الزائر الغريب المدعو بالحب من كل ثيابه والوانه ليقف على عتبات قلوبنا متسولا مشردا يبحث عمن يؤيه, عندما تصبح أنت يا من تبحث عنه مجرد عائل يقتات هو على دمائك  وعندما تصبحين أنتي يا من رأيته عاريا على حقيقته مجرد غطاء يخفي به سوءته,عندها اقول لكم هلموا الى صيدلية الحب ليصرف لنا الدواء من يصب الزيت على جراحنا.ستجدون فيها مايناسب قلوبكم ولا تثريب عليكم أن تقرأو ذلك التحذير الذي كتب على زجاجة الدواء بخط  شاحب:
 تحذير  اجتماعي: الحب سبب رئيسي لأمراض الفراق والضياع والجنون ............

ليست هناك تعليقات: